فصل: (سورة التحريم: آية 7)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

في ضرب المثل تعريض بحفصة وعائشة المذكورتين في أول السورة وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كرهه وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشدّه لما في التمثيل من ذكر الكفر ونحوه وإشارة إلى أن من حقهما أن تكونا في الإخلاص والكتمان فيه كمثل هاتين المؤمنتين وأن لا تتكلا على أنهما زوجتا رسول الله فإن ذلك الفضل لا ينفعهما إلا مع كونهما مخلصتين، والتعريض بحفصة لأن امرأة لوط أفشت عليه كما أفشت حفصة على رسول الله، قال ابن عطية: إن في المثلين عبرة لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم حين تقدّم عتابهنّ وفي هذا بعد لأن النص أنه للكفّار يبعد هذا.

.الفوائد:

ذكر المفسرون أن امرأة نوح كانت تقول لقومه إنه مجنون واسمها واهلة بتقديم الهاء على اللام وقيل بالعكس وامرأة لوط تدل قومه على أضيافه إذا نزلوا به ليلا بإيقاد النار ونهارا بالتدخين واسمها واعلة بتقديم العين على اللام وقيل بالعكس. أما امرأة فرعون واسمها آسية بنت مزاحم وكانت ذات فراسة صادقة في يوسف حين قالت قرّة عين لي ولك، ومن فضائلها أنها اختارت القتل على الملك وعذاب الدنيا على النعيم الذي كانت ترفل فيه.
هذا وقد وقع الإجماع على أنه ما زنت امرأة نبي قط، وقيل كانت خيانتهما النفاق، وقيل خانتاهما بالنميمة. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة التحريم:
بِسْمِ الله الرّحْمنِ الرّحِيمِ
قوله تعالى: {تبتغى} هو حال من الضمير في تحرم، ويجوز أن يكون مستأنفا وأصل {تحلة} تحللة، فأسكن الأول وأدغم (وإذ) في موضع نصب باذكر.
قوله تعالى: {عرف بعضه} من شدد عداه إلى اثنين، والثانى محذوف: أي عرف بعضه بعض نسائه، ومن خفف فهو محمول على المجازاة لا على حقيقة العرفان لأنه كان عارفا بالجميع، وهو كقوله تعالى: {والله بما تعملون خبير} ونحوه: أي يجازيكم على أعمالكم.
قوله تعالى: {إن تتوبا} جواب الشرط محذوف تقديره: فذلك واجب عليكما أو يتب الله عليكما، ودل على المحذوف {فقد صغت} لأن إصغاء القلب إلى ذلك ذنب.
قوله تعالى: {قلوبكما} إنما جمع، وهما اثنان لأن لكل إنسان قلبا، وما ليس في الأنسان منه إلا واحد جاز أن يجعل الاثنان فيه بلفظ الجمع، وجاز أن يجعل بلفظ التثنية، وقيل وجهه أن التثنية جمع.
قوله تعالى: {هو مولاه} مبتدأ وخبره خبر إن، ويجوز أن يكون هو فصلا، فأما {جبريل وصالح المؤمنين} ففيه وجهان: أحدهما هو مبتدأ، والخبر محذوف أو مواليه، أو يكون معطوفا على الضمير في مولاه أو على معنى الابتداء.
والثانى: أن يكون مبتدأ {والملائكة} معطوفا عليه، و{ظهير} خبر الجميع، وهو واحد في معنى الجمع: أي ظهراء، و{مسلمات} نعت آخر وما بعده من الصفات كذلك، فأما الواو في قوله تعالى: {وأبكارا} فلابد منها، لأن المعنى بعضهن ثيبات وبعضهن أبكار.
قوله تعالى: {قوا} في هذا الفعل عينه لأن فاءه ولامه معلتان، فالواو حذفت في المضارع لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة، والأمر مبنى على المضارع.
قوله تعالى: {لا يعصون الله} هو في موضع رفع على النعت.
قوله تعالى: {توبة نصوحا} يقرأ بفتح النون، قيل هو مصدر، وقيل هو اسم فاعل: أي ناصحة على المجاز، ويقرأ بضمها وهو مصدر لا غير مثل القعود.
قوله تعالى: {يقولون} يجوز أن يكون حالا، وأن يكون مستأنفا.
قوله تعالى: {امرأة نوح وامرأة لوط} أي مثل امرأة نوح، وقد ذكر في يس وغيرها، و{كانتا} مستأنف، و{إذ قالت} العامل في إذ المثل، و{عندك} يجوز أن يكون ظرفا لابن، وأن يكون حالا من {بيتا}.
قوله تعالى: {ومريم} أي واذكر مريم، أو ومثل مريم، و{فيه} الهاء تعود على الفرج، والله أعلم.

.قال حميدان دعاس:

سورة التحريم:
بِسْمِ الله الرّحْمنِ الرّحِيمِ

.[سورة التحريم: آية 1]

{يا أيُّها النّبِيُّ لِم تُحرِّمُ ما أحلّ الله لك تبْتغِي مرْضات أزْواجِك والله غفُورٌ رحِيمٌ (1)}
{يا أيُّها} يا حرف نداء ومنادى نكرة مقصودة وها للتنبيه {النّبِيُّ} بدل من أيّها {لِم} اللام حرف جر وما: اسم استفهام في محل جر باللام وهما متعلقان بالفعل بعدهما {تُحرِّمُ} مضارع فاعله مستتر {ما} مفعول به والجملة ابتدائية لا محل لها {أحلّ الله} ماض وفاعله {لك} متعلقان بالفعل والجملة صلة.
{تبْتغِي مرْضات} مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة حالية. {أزْواجِك} مضاف إليه. {والله غفُورٌ رحِيمٌ} مبتدأ وخبراه والجملة استئنافية لا محل لها.

.[سورة التحريم: آية 2]

{قدْ فرض الله لكُمْ تحِلّة أيْمانِكُمْ والله موْلاكُمْ وهُو الْعلِيمُ الْحكِيمُ (2)}.
{قدْ فرض الله} قد حرف تحقيق وماض وفاعله والجملة استئنافية لا محل لها {لكُمْ} متعلقان بالفعل {تحِلّة أيْمانِكُمْ} مفعول به مضاف و{أيمانكم} مضاف إليه {و} الواو حالية {الله موْلاكُمْ} مبتدأ وخبره والجملة حال. {وهُو الْعلِيمُ الْحكِيمُ} معطوف على ما قبله.

.[سورة التحريم: آية 3]

{وإِذْ أسرّ النّبِيُّ إِلى بعْضِ أزْواجِهِ حديثا فلمّا نبّأتْ بِهِ وأظْهرهُ الله عليْهِ عرّف بعْضهُ وأعْرض عنْ بعْضٍ فلمّا نبّأها بِهِ قالتْ منْ أنْبأك هذا قال نبّأنِي الْعلِيمُ الْخبِيرُ (3)}.
{و} الواو حرف استئناف {إِذْ} ظرف زمان {أسرّ النّبِيُّ} ماض وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة {إِلى بعْضِ} متعلقان بالفعل {أزْواجِهِ} مضاف إليه {حديثا} مفعول به {فلمّا} الفاء حرف استئناف {لما} ظرفية شرطية غير جازمة {نبّأتْ} ماض فاعله مستتر {بِهِ} متعلقان بالفعل والجملة في محل جر بالإضافة {وأظْهرهُ الله} ماض ومفعوله ولفظ الجلالة فاعله {عليْهِ} متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها. {عرّف} ماض فاعله مستتر والجملة جواب الشرط لا محل لها {بعْضهُ} مفعول به {وأعْرض} معطوف على {عرف} {عنْ بعْضٍ} متعلقان بالفعل {فلمّا} الفاء حرف استئناف {لما} سبق إعرابها {نبّأها} ماض ومفعوله والفاعل مستتر {بِهِ} متعلقان بالفعل والجملة في محل جر بالإضافة.
{قالتْ} ماض فاعله مستتر والجملة جواب الشرط لا محل لها. {منْ} اسم استفهام مبتدأ {أنْبأك} ماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر {هذا} مفعول به ثان والجملة الفعلية خبر من والجملة الاسمية مقول القول {قال} ماض فاعله مستتر والجملة استئنافية لا محل لها {نبّأنِي الْعلِيمُ} ماض ومفعوله و{العليم} فاعله {الْخبِيرُ} صفة والجملة مقول القول.

.[سورة التحريم: آية 4]

{إِنْ تتُوبا إِلى الله فقدْ صغتْ قُلُوبُكُما وإِنْ تظاهرا عليْهِ فإِنّ الله هُو موْلاهُ وجِبْرِيلُ وصالِحُ الْمُؤْمِنِين والْملائِكةُ بعْد ذلِك ظهِيرٌ (4)}.
{إِنْ تتُوبا} حرف شرط جازم ومضارع مجزوم لأنه فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون والألف فاعل {إِلى الله} متعلقان بالفعل والجملة ابتدائية لا محل لها {فقدْ} الفاء حرف تعليل {قد صغتْ} حرف تحقيق وماض {قُلُوبُكُما} فاعله وجواب الشرط محذوف وجملة {صغت} تعليل لا محل لها ومعنى {صغت}: مالت {وإِنْ} الواو حرف عطف {إِنْ تظاهرا} معطوف على {إن تتوبا} وجواب الشرط محذوف تقديره يجد ناصرا {عليْهِ} متعلقان بالفعل، {فإِنّ} الفاء حرف تعليل {إن الله} إن واسمها {هُو} ضمير فصل {موْلاهُ} خبر إن والجملة الاسمية تعليلية لا محل لها، {وجِبْرِيلُ} مبتدأ {وصالِحُ} معطوف على {جبريل} {الْمُؤْمِنِين} مضاف إليه {والْملائِكةُ} مبتدأ {بعْد ذلِك} ظرف زمان مضاف إلى اسم الإشارة {ظهِيرٌ} خبر لما سبق.

.[سورة التحريم: آية 5]

{عسى ربُّهُ إِنْ طلّقكُنّ أنْ يُبْدِلهُ أزْواجا خيْرا مِنْكُنّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثيِّباتٍ وأبْكارا (5)}.
{عسى} ماض جامد من أفعال الرجاء {ربُّهُ} اسمه {إِنْ طلّقكُنّ} إن شرطية جازمة وماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة ابتدائية لا محل لها وجواب الشرط محذوف {أنْ يُبْدِلهُ} مضارع منصوب بأن والهاء مفعول به أول والمصدر المؤول من أن وما بعدها خبر {عسى} {أزْواجا} مفعول به ثان {خيْرا} صفة {أزواجا} {مِنْكُنّ} متعلقان بـ: {خيرا} {مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثيِّباتٍ} صفات متعددة لـ: {أزواجا} {وأبْكارا} معطوف على ما قبله.

.[سورة التحريم: آية 6]

{يا أيُّها الّذِين آمنُوا قُوا أنْفُسكُمْ وأهْلِيكُمْ نارا وقُودُها النّاسُ والْحِجارةُ عليْها ملائِكةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يعْصُون الله ما أمرهُمْ ويفْعلُون ما يُؤْمرُون (6)}.
{يا أيُّها الّذِين} سبق إعرابها {آمنُوا} ماض وفاعله والجملة صلة وجملة النداء ابتدائية لا محل لها {قُوا} أمر مبني على حذف النون والواو فاعله {أنْفُسكُمْ} مفعول به {وأهْلِيكُمْ} معطوف على {أنفسكم} {نارا} مفعول به ثان {وقُودُها النّاسُ} مبتدأ وخبره والجملة صفة {نارا} {والْحِجارةُ} معطوف على {الناس} {عليْها} خبر مقدم {ملائِكةٌ} مبتدأ مؤخر والجملة صفة ثانية لـ: {نارا} {غِلاظٌ شِدادٌ} صفتان لـ: {ملائكة} {لا} نافية {يعْصُون الله} مضارع مرفوع والواو فاعله ولفظ الجلالة مفعوله {ما} بدل من لفظ الجلالة والجملة صفة ثالثة {أمرهُمْ} ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة. {ويفْعلُون} مضارع وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها {ما} مفعول به {يُؤْمرُون} مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة صلة ما.

.[سورة التحريم: آية 7]

{يا أيُّها الّذِين كفرُوا لا تعْتذِرُوا الْيوْم إِنّما تُجْزوْن ما كُنْتُمْ تعْملُون (7)}.
{يا أيُّها الّذِين}
سبق إعرابها {كفرُوا} ماض وفاعله والجملة صلة {الذين} {لا تعْتذِرُوا} مضارع مجزوم بلا الناهية والواو فاعله والجملة مقول قول محذوف. {الْيوْم} ظرف زمان {إِنّما} كافة ومكفوفة {تُجْزوْن} مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل {ما} مفعول به ثان {كُنْتُمْ} كان واسمها والجملة صلة {تعْملُون} مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر {كنتم}.

.[سورة التحريم: آية 8]

{يا أيُّها الّذِين آمنُوا تُوبُوا إِلى الله توْبة نصُوحا عسى ربُّكُمْ أنْ يُكفِّر عنْكُمْ سيِّئاتِكُمْ ويُدْخِلكُمْ جنّاتٍ تجْرِي مِنْ تحْتِها الْأنْهارُ يوْم لا يُخْزِي الله النّبِيّ والّذِين آمنُوا معهُ نُورُهُمْ يسْعى بيْن أيْدِيهِمْ وبِأيْمانِهِمْ يقولون ربّنا أتْمم لنا نُورنا واغْفِرْ لنا إِنّك على كُلِّ شيْءٍ قدِيرٌ (8)}.
{يا أيُّها الّذِين آمنُوا}: سبق إعرابها {تُوبُوا} أمر وفاعله {إِلى الله} متعلقان بالفعل والجملة ابتدائية لا محل لها {توْبة} مفعول مطلق {نصُوحا} صفة {عسى} فعل ماض جامد {ربُّكُمْ} اسم {عسى} {أنْ يُكفِّر} مضارع منصوب بأن والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر {عسى} {عنْكُمْ} متعلقان بالفعل {سيِّئاتِكُمْ} مفعول به {ويُدْخِلكُمْ} مضارع ومفعوله الأول والفاعل مستتر والجملة معطوفة على {يكفر} {جنّاتٍ} مفعول به ثان {تجْرِي} مضارع {مِنْ تحْتِها} متعلقان بالفعل {الْأنْهارُ} فاعل والجملة صفة {جنات} {يوْم} ظرف زمان {لا} نافية {يُخْزِي الله النّبِيّ} مضارع وفاعله ومفعوله والجملة في محل جر بالإضافة {والّذِين} معطوف على {النبي} {آمنُوا} ماض وفاعله والجملة صلة. {معهُ} ظرف مكان {نُورُهُمْ} مبتدأ {يسْعى} مضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية حال {بيْن أيْدِيهِمْ} ظرف مكان مضاف إلى {أيديهم} {وبِأيْمانِهِمْ} معطوفان على الظرف {يقولون} مضارع وفاعله والجملة حال {ربّنا} منادى مضاف {أتْمم} فعل دعاء فاعله مستتر {لنا} متعلقان بالفعل {نُورنا} مفعول به والجملتان مقول القول {واغْفِرْ لنا} معطوف على ما قبله، {إِنّك} إن واسمها {على كُلِّ} متعلقان بقدير {شيْءٍ} مضاف إليه {قدِيرٌ} خبر إنّ والجملة الاسمية تعليلية.